حرب الاستنزاف التي تخوضها المقاومة العراقية ترهق أمريكا سياسيا واقتصاديا وعسكريا
بواسطة aliraqnews2 في 2009/10/7 18:17:45
تباين في وجهات النظر بين إدارة أوباما والكونغرس حول بلاد الرافدين
حرب الاستنزاف التي تخوضها المقاومة العراقية ترهق أمريكا سياسيا واقتصاديا وعسكريا
عمان - خاص- كشف تقرير للكونغرس الأمريكي صدر الشهر الماضي، بأن الولايات المتحدة لا تستطيع أن تتحمل نفقات حرب الاستنزاف التي تخوضها المقاومة العراقية ضد الاحتلال، والتي تمثل أكثر من 75 بالمائة من نفقات الولايات المتحدة العسكرية منذ بدء الاحتلال عام 2003، وخاصة أن هذا الاحتلال لم يحقق ما تصبو إليه الولايات المتحدة على الصعيد السياسي او الاقتصادي او العسكري خلال أكثر من ست سنوات.
هذا الاعتراف بالعجز الاقتصادي نتيجة حرب الاستنزاف البشرية والمادية التي تخوضها المقاومة العراقية ضد الاحتلال يمثل اعترافا ضمنيا بالهزيمة والخسائر التي تكبدتها الولايات المتحدة أمام صمود المقاومة العراقية الباسلة، ويمثل بداية فعلية لنهاية الاحتلال. واضافت صحيفة الحقيقة الدولية التى تنشرالموضوع في عددها الذى يصدر غدا- ولا شك أن لهذا الاعتراف دلالات واضحة على ما أحدثته المقاومة العراقية من زلازل جيوسياسية وجيواقتصادية وجيوعسكرية لدحر "النظام العالمي الجديد" المتمثل بسياسة "القطب الواحد".
فعلى الصعيد الجيوعسكري، رفضت دول حلف شمال الأطلسي مؤخرا إستراتيجية المؤسسة العسكرية الأمريكية الجديدة في أفغانستان والمبنية على الإستراتيجية التي استخدمتها في العراق؛ فلقد اتضح لهذه الدول الأكاذيب التي تدعيها المؤسسة العسكرية الأمريكية عن انجازاتها في العراق؛ وهذا يدل على تساؤل كثير من حلفاء الولايات المتحدة في حلف شمال الأطلسي عن قدرة وقابلية وأهلية المؤسسة العسكرية الأمريكية في التحكم بزمام الأمور على الأرض في حرب استنزاف طولية الأمد؛ وهناك تقارير تؤكد بان رفض حلف شمال الأطلسي له علاقة بالخلاف مع الولايات المتحدة عن مسار ما يسمى الحرب ضد الإرهاب، وخاصة عن المغامرة الحمقاء في احتلال العراق.وعلى الصعيد الجيواقتصادي، كانت إستراتيجية الولايات المتحدة وتخطيطها الاقتصادي يعتمدان بصورة رئيسية على رضوخ سريع في العراق لوصاية المحتل، والانفراد بالسيطرة على موارده النفطية والغاز الطبيعي فيه بصورة خاصة والمنطقة بصورة عامة، والتي تمثل 75 بالمائة من احتياطي العالم، في مدة أقصاها ثلاث سنوات؛ ولاشك أن هذه الغطرسة كانت احد أهم الأسباب التي دفعت مؤسساته المالية إلى المغامرة فيما يسمى "سلسلة المشتقات المالية" ظنا أن الإدارة الأمريكية قادرة على النجاح في وضع اليد مباشرة على موارد العراق الطبيعية، والتحكم بالموارد الطبيعية في المنطقة، والانفراد بالسياسية الجيواقتصادية في العالم؛ ولكن مقاومة العراقيين الأحرار حطمت هذه الأحلام.
وقد أكد العديد من المحللين السياسيين والاقتصاديين أن حرب الاستنزاف في العراق كانت احد أسباب ارتفاع أسعار النفط والذي كان سببا مباشرا لحدوث الكساد الاقتصادي العالمي في 2008، والذي أدى بدوره إلى إفلاس أكبر بنوك الولايات المتحدة، والى الأزمة المالية التي يعاني منها العالم إلى يومنا هذا؛ وقد أدى هذا إلى دعوة كثير من بلدان العالم وحتى اكبر حليفات الولايات المتحدة إلى إنشاء عملة عالمية جديدة بديلة عن الدولار، الذي يعد الركيزة الأساسية للنظام الجيواقتصادي الحالي في العالم.
كما ان التكلفة الحقيقية للحرب خلال أكثر من ست سنوات تقارب 3 تريليون دولار، والتي تمثل 3 بالمائة من الناتج القومي الأمريكي؛ وبذلك تعتبر الحرب في العراق أكثر تكلفة من حرب فيتنام، وتأتي الثانية بعد تكلفة الحرب العالمية الثانية؛ ولا يوجد أدنى شك في وجود خلافات جذرية بين الكونغرس والبيت الأبيض والمالية والخارجية والدفاع على تمويل احتلال العراق نتيجة هذه التكلفة العالية؛ ورغم هذه الاختلافات فان الجميع يتفق على أن اقتصاد الولايات المتحدة لا يستطيع تحمل نفقات السياسة الخارجية المبنية على الغطرسة العسكرية، والتي تعتبر ركيزة النظام العالمي الجديد.
وعلى الصعيد الجيوسياسي، فإن خطاب الرئيس الأمريكي باراك أوباما، أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة في 23/9/2009 يحتوي على اعتراف ضمني بفشل "النظام العالمي الجديد" فلا يستطيع احد ان ينكر الفارق في فحوى خطاب باراك أوباما في الأمم المتحدة وبين خطابات الإدارة السابقة في الأمم المتحدة.
فضلا عن إن خطاب أوباما يتضمن اعترافا من الولايات المتحدة بفشل مشروع عالم القطب الأوحد من اجل السيطرة المطلقة على النظام الاقتصادي في العالم أو يسمى بـ "النظام العالمي الجديد"، الذي كان أساس سياساتها الخارجية منذ تفكك الاتحاد السوفيتي؛ وما مشروع "الشرق الأوسط الجديد" إلا احد ركائز هذه النظام الجديد ابتداء من احتلال العراق واستغلال موارده الطبيعية؛ ولكن صمود المقاومة العراقية حطم كل هذه الأحلام، وأجبر باراك أوباما على الاعتراف ضمنيا بفشل "النظام العالمي الجديد" المبني على سياسة القطب الواحد
.